استراحة محارب: ماذا بعد التدوين لمدة ٥٠ أسبوع متواصلة؟

في مثل هذا الوقت من العام الماضي قررت أن أكتب تدوينة مرة كل أسبوع، إلتزامًا مني لتطوير مهارة الكتابة عندي، لأني في ذلك الوقت اكتشفت اكتشاف مهم ألا وهو: إذا أردت أن تصبح كاتبًا محترفًا، ابقِ مؤخرتك على الكرسي! كما تقول الكاتبة دورثي باركر

أو بتعبير آخر، كل ما عليك فعله هو أن تستمر في الكتابة.

للأمانة، لم أكن متأكدة من إن كنت سأصمد في وجه هذه التجربة، في الحقيقة كنت أتوقع أني سأتوقف بعد شهر أو إثنان، لكني اليوم أتممت سنة – بفضل الله – من التدوين كل يوم سبت على مدى ٥٠ أسبوع متواصلة، لم أتوقف إلا في أسبوعي إجازة عيد الفطر وعيد الأضحى. أظن أنني في حياتي كلها لم ألتزم بأمر كما إلتزمت بهذه العادة، والتي علمتني الكثير عن الانضباط.

ما قبل الالتزام بالتدوين الأسبوعي لمدة عام

بدأت هذه المدونة في ٢٠١٦، ومنذ ذلك الوقت وحتى فبراير ٢٠١٩، لم أكتب إلا ١٠ تدوينات

والسبب وراء ذلك هو أنني لطالما اعتقدت بأني أحتاج إلى “طقوس خاصة” و “تفرّغ” و “لحظة إلهام/وحي” لكي أكتب..كنت في حالة إنتظار دائمة للحظات التي أكون فيها في “مزاج كتابي”.

وعندما اكتشفت أن اعتقادات كتلك ما هي إلا خرافة لأنك أنت من “يخلق” هذه الأوقات وأنت من يضع نفسه في المزاج الكتابي، كتبت ما بين مارس ٢٠١٩ ومارس ٢٠٢٠ بالضبط ٥٤ تدوينة.

خلال الالتزام بالتدوين الأسبوعي لمدة عام

عملية الكتابة مجهدة كما تحدثت سابقًا في هذه التدوينة، في الغالب تأخذ التدوينة/المقالة مني حوالي ٤ ساعات، بحثًا، كتابة، مراجعة، تدقيقًا..إلخ، أحيانًا وقت أقل أو أكثر حسب الموضوع. (بالمناسبة هذا هو الوقت المتوسط لكتابة تدوينة في حدود الـ ٢٠٠٠ كلمة، بحسب إحصائيات مواقع التدوين الأمريكية). أضف إلى ذلك الصراعات الداخلية من نوع “أنشر ولا ما أنشر؟ أقول هذا أم لا أقوله؟” وهي مجهدة ومتعبة أيضًا…

لذلك كانت هناك الكثير من الأسابيع التي لم أرد أن أكتب فيها، إما لأني مشغولة جدًا، أو أشعر بالإرهاق، أو أشعر بالكآبة ولا أريد فعل أي شيء في الحياة سوى التحديق بالسقف.

الصراحة، عديدة هي المرات التي ندمت فيها على اللحظة التي “ورطت” نفسي فيها بهذا الالتزام!

لكن هناك أمر واحد ساعدني على الالتزام بالنشر الأسبوعي، هل تعرف ما هو؟

المشتركين في قائمة القرّاء الرهيبين!

هؤلاء القراء الرهيبون هم الأقرب إلى قلبي، هؤلاء القراء الذين قرروا أن “يعطوني وجه” ويقرؤوا ما أكتب، هؤلاء الذين أعتبرهم شركاء السكن في هذه الغرفة الصغيرة، كل واحد منهم سواء كنت أعرفه أو لا أعرفه هو جزء من هذه التجربة ونجاحها. لا أظن أنني كنت سألتزم بالتدوين الأسبوعي لولا علمي بوجود هؤلاء الأشخاص الذين قالوا لي من خلال اشتراكهم بشكل غير مباشر: «نعم أريد أن أرى/أقرأ المزيد مما تكتبين». لذلك، إن كنتَ من هؤلاء القراء الرهيبين، فدعني أقول أني مدينة لك حقًا، شكرًا لك، إشتراكك في القائمة صنع فارقًا كبيرًا في التجربة. كل الحب والتقدير لك.

ما بعد الالتزام بالتدوين الأسبوعي لمدة عام

أنا ممتنة جدًا لهذه التجربة التي أكسبتني أصدقاء ومعارف جدد

ممتنة لكل فرص العمل والمشاريع التي أتتني بسبب هذه المدونة

ممتنة للقراء الذين أكرموني بمساحة في جدولهم الأسبوعي المزدحم

ممتنة لجميع القراء الذين أرسلوا لي رسائل مطولة تفيض أرواحهم الجميلة من خلالها، طبطبت على قلبي الكثير من القصص والمشاعر التي شاركوني إياها

ممتنة على التواصل الوجداني الغريب الذي شكلته الكتابة بيني وبين أناس لا أعرفهم ولا يعرفوني، كل منا في مكان، وزمان، وظروف مختلفة إلا أن الكتابة جمعتنا في لحظة ماورائية فريدة.

ومن باب الاحتفال بإتمام عام على التدوين الأسبوعي، هذه قائمة الـ Top 10 للتدوينات المفضلة لدى القراء بناء على عدد المشاهدات والمشاركات، (التدوينات مذكورة دون ترتيب معين، كما أنني استبعدت التدوينات المترجمة):

لكني شخصيًا لدي قائمة مفضلة خاصة بي، فمن بين الـ ٥٤ تدوينة التي نشرتها خلال هذا العام، هذه الخمسة هي المفضلة لدي والأقرب إلى قلبي:

لا أنوي أن أتوقف عن الكتابة الأسبوعية، لكني الآن سآخذ استراحة محارب لمدة ٢-٣ أسابيع أتوقف فيها عن نشر تدوينات جديدة، وأعود بعدها إن شاء الله.

وأخيرًا، الصراحة أود أن أدّعي أني “رهيبة” و “رائعة” وكذا، لكن في حقيقة الأمر (وما رميت إذ رميت لكن الله رمى)، لذلك الحمد لله حبيبي أولا وأخيرًا أنه مكنني من خوض وإتمام هذه التجربة.

–انتهى–

انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!

22 ردّ على “استراحة محارب: ماذا بعد التدوين لمدة ٥٠ أسبوع متواصلة؟”

  1. تستحفين الاستراحة وكما اسميتيها استراحة المحارب
    ذكاةالعلم نشره وانت قد ارسلتي لنا ذكاة ليس المال بل اثمن منه بتدويناتك القيمة المليئة بالتجارب والعبر في الحياة لمدى العمر تحمينا من الوقوع وتنمينا لنكون من المتميزين في مجتمعاتنا
    شكرا اك من القلب سننتظرك بابداعات اخرى
    كل التوفيق لك

  2. تابعتك من دون تعليق في الأسابيع الماضية..
    الآن أقول لك أنك ملهِمة وكتاباتك مليئة بالطاقة الايجابية.. وأجمل ما فيها هي التلقائية..
    استمري.. بارك الله عملك

  3. شعرت بسعادة عارمة، وعصافير في قلبي على هذه التدوينة السبتية، لا أعرف السبب بالضبط!

    أَهـو حبي العظيم (والمخفي عنك) لمدوناتك الأسبوعية!
    أَهـو فرحي بانجازك الكبير والتزامك (الذي ينقصني) فأشعل في داخلي حماسًا بأن العنود قد فعلتها إذًا أنا أستطيع!

    لطالما كنتِ مصدر الهام لي بتدويناتك، سواءًا بنصائح لحياتي، أو تشجيعي على فتح مدونتي الخاصة، أو طريقتك في الكتابة؛ ولطالما تحدثت عنكِ بين الأصدقاء♥️.

    شكرًا لكِ يا العنود على فيض علمك ومشاركتنا أرقى الأشياء ♥️♥️.

    “وما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى” الله يوفقك يا العنود في كل خطوة في خطوات حياتك يا رب ♥️.

    1. وأنا عصافير قلبي تغرد لما أشوف أحد من أرض عمان التي فتنتني، شكرًا لك على هذا الكرم في الإطراء، الله يسعدك.

  4. تدوينتك خلقت روتين سبتي جميل وهي ما ذكرتني بأهمية الصبر على المهام المزعجة في سبيل هدف أكبر (كما فعلتي بالتزامك كل أسبوع) .. شكراً لكل تدوينة وبانتظار عودتك.

  5. بما اني ما احب كثرة الكلام اكتفي بهذي الجملة لك

    ” انتي بالنسبة لي مثال يحتذى به + أحد مصادر الطاقة الإيجابية في حياتي ” ♥️

  6. أنا من القراء الرهيبين مؤخرا يا العنود، بافتح بريدي مخصوص لرسائل السبت، حبيت طريقة كتابتك واختياراتك لأفكار المقالات اللي بتشاركينا بيها، امتعتني واستفدت منها، شكرا لكِ.

  7. We waiting for you, remember
    لحظة سعيدة عندما يعلن بريدي الالكتروني يوم السبت عند وصول تدوينتك الاسبوعيه بوسط نومتي المريحه و بحكم فارق التوقيت يأتي هذا الاعلان باكرا صباحا يدفعني للاستيقاظ بحماس

  8. يؤسفني هذا التوقف ولو أنه من حقك وكما أطلقتي عليه
    “استراحة محارب” أصبح هذا المكان ك المقهى الذي كل سبت ألتقي فيه بصديق عزيز وهي “المدونة” واختيارك
    لهذا اليوم فقط من كل أسبوع زاد الأمر جمالًا وشغف الإنتظار لدينا بعيدًا عن الكثرة الممله، أحييك جدًا
    وبإنتظار العودة بشكلٍ أقوى .

    تحياتي،

  9. سأقولها معكِ مرحى! فهأنذا أيضًا أكمل قراءة التدوينة الأخيرة – استطعت قراءة ما فاتني – تزامنًا مع إعلان نهاية الدورة الأولى للتحدي، الآن يمكنكِ أخذ قيلولة والعودة مرة أخرى بتحدٍ جديد مليء بالمفيد.

  10. يا الله بالزبط الكلام الي احتاجه كأنك بتقولي الي في داخلي أنا لسة حاليا بستعد لنشر مدونتي وبدور على تجارب سابقة وكيف التدوين ما ابغا آخد خوة واتراجع عنها وأوقف وهادي المقالة مررررررررررررة حمستني شكرا لك والله يوفقك استمرييييييي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *