شخصيًا اعتبر سيث جودين أحد العقول الفذة التي لا يكتفي الشخص من “الغرف” من علمها وأفكارها الرائعة، لذلك لم أتردد لحظة في ترجمة هذه التدوينة التي كتبها «سيرجي فالدن» وجمع فيها أهم الدروس التي تعلمها من متابعة، وقراءة، واستهلاك معظم أعمال خبير التسويق، والكاتب، ورجل الأعمال: سيث جودين. فإليك عزيزي القارئ المقالة مترجمة بتصرف أدناه.
في العام الماضي، كتبت كتابي الأول (آسف، إنه باللغة الروسية فقط) بعنوان: «١٠ مرشدين»، ومنذ وقت ليس ببعيد، كتبت مقالًا يفيد بأن مسألة المرشدين مبالغ فيها، وأنه يجب عليك البحث عن أبطال لا عن مرشدين.
المرشدون نادرون. الأبطال متوفرون بكثرة.
يحتاج المرشدون أن يقضوا وقتًا معك، في حين أن الأبطال لا يحتاجوا أن يعرفوا أنك موجود حتى.
لدى المرشدين نصائح محدودة (عادة بسبب ضيق الوقت)، في حين يمكنك مشاهدة الأبطال طوال اليوم على اليوتيوب.
هذا أمر تعلمته من “بطلي” ، سيث جودين.
فيما يلي ١٠ أمور أخرى تعلمتها من مشاهدة وقراءة واستهلاك أكبر قدر يمكن أن يستهلكه إنسان من المحتوى الذي تم صناعته مع، من أجل، أو بواسطة سيث جودين.
الدروس ستكون مختصرة، لذلك سأقدم روابط للمصادر. لنبدأ!
١# الجميع فنانون. ليس لدينا خيار آخر
سيث جودين مؤلف لأكثر من ١٥ كتاب كانوا الأفضل مبيعًا، ترجمت كتبه إلى أكثر من ٣٥ لغة، قرأت الكثير منهم، لكن ليس كلهم.
كتابه ?Linchpin: Are You Indispensable هو المفضل لدي، يصف فيه جودين العالم الذي نعيش فيه اليوم من خلال عدسة مختلفة – ألا وهي أن الجميع فنانين، وإذا لم تكن فنانًا، فستحل الروبوتات مكانك في نهاية الأمر.
بحسب تعريفه:
الفن هو هدية تحدث تغييرًا في المتلقي
سواءً كنت تعمل في أحد مقاهي ستاربكس، أو تكتب تدوينة، أو تنشأ مشروعًا تجاريًا، فيمكنك أن تكون فنانًا، يمكنك خوض المشقة التي يستعديها العمل العاطفي [المصاحب لإنتاج الفن]، يمكنك التواصل، يمكنك التأثير، حتى ولو كان ذلك على شخص واحد فقط.
ليس لديك أي خيار آخر.
٢# قلل قياس الأمور بالأرقام قدر المستطاع
هناك توجه شائع لحساب كل شيء في حياتك: مقدار الأموال التي أنفقتها، وعدد ساعات نومك، وعدد الخطوات التي سلكتها، وعدد السعرات الحرارية التي أحرقتها.
أتفهم ذلك.
لكن في كل مرة فعلت فيها ذلك، شعرت أن حياتي تحولت إلى جدول بيانات لا ينتهي. وأنا أكره جداول البيانات.
يقول سيث جودين في مقابلته مع تيم فيريس إنه “تقريبًا لا يحسب أي شيء في حياته”. هذا جعلني أشعر بحال أفضل.
لا بأس في أن تترك عنك أمر قياس جميع الأمور بالأرقام.
٣# الأصالة أمر مبالغ فيه
هناك ميل – لا سيما بين الكتاب على منصة الميديوم (medium) – إلى إظهار الضعف، لكنها ليست نابعة من رغبة في تكوين تواصل مع القرّاء، إنما لمجرد الرغبة في الظهور بمظهر الضعيف؛ كتكتيك.
لطالما شعرت أن هذا بمثابة نادي للتعري العاطفي (emotional strip club): تتعرى، وتتقاضى أجراً على ذلك.
يقول سيث جودن في مقابلة له:
الأصالة أمر مبالغ فيه. يجب أن تكون القصص [التي ترويها] مفيدة، يجب أن يكون المغزى منها واضحًا، يجب أن تخلق تواصلًا مع القارئ، لا أن [تكون رواية هذه القصص] من أجل أن تشعر بالرضا عن نفسك فقط.
لا تكون راقص تعري.
٤# فقط قم بعملك
تخيل أن حوض مغسلتك مكسور، وأنك استدعيت سباكًا لإصلاحه، وفي أثناء عمله يقول لك:
حسنًا، لا أشعر بالرغبة في العمل اليوم…أعتقد أنني لست ملهمًا لإصلاح الحوض المكسور، آسف يا صديق
فورًا، سيطرد من العمل!
السباك لديه عملاً يقوم به، وكذلك الكهربائي، وكذلك أنت، سواءً كنت رائد أعمال، أو كاتب، أو مدون، أو مصمم.
لا تفرط التفكير في المسألة، فقط قم بعملك.
(هنا مقطع يتحدث فيه سيث جودين عن كيف أن «قفلة المبدع» (creative block) ما هي إلا مجرد خرافة)
٥# لا يوجد شيء يدعى «قفلة الكاتب» (writer’s block)
عندما يقول الناس أن لديهم «قفلة الكاتب»، فإنهم يشعرون بالخوف، المفتاح هنا هو فهم السبب وراء هذا الخوف.
أكتب كما أتكلم، وأنا لم أرى قط أي شخص لديه” قفلة متكلم”، أنت لا تستيقظ وتجد نفسك تقول “مممم!” – كما لو كنت لا تستطيع إيجاد أي شيء لتقوله.
ما يخيف الناس، بحسب كلام سيث، ليست الكتابة، إنما الكتابة بشكل مثالي.
«في تلك الحالة» يقول سيث «اكتب كتابة سيئة ليصبح السؤال بعد ذلك ليس ما إذا كان لديك أفكار جيدة، ولكن هل لديك أفكار سيئة؟ هل لديك أي أفكار على الإطلاق؟»
فعندما يكون لديك تدفق مستمر للأفكار (حتى وإن كانت أفكارًا سيئة)، ستبدأ الأفكار الجيدة بالظهور، لقد لاحظت هذا في كتابتي، وقد ساعدني هذا كثيرًا.
٦# اعرف متى تنسحب
كتاب آخر رائع قرأته لسيث يدعى The Dip . الفكرة بسيطة:
- سوف تصل لنقطة “المنحدر” في كل شيء تبدأه.
- أحيانًا يكون الانسحاب أمرًا جيدًا، وأحيانًا يكون سيئًا.
- اعرف الفرق
عندما تلتزم بأي شيء (مثلاً بدء مدونة، أو بودكاست، أو مشروع تجاري)، تكون الأسابيع الأولى مثيرة، فأنت تشهد تجربة جديدة، نعم! ولكن بمجرد أن ينتهي مفعول ردة الفعل الأولى، يبدأ شعور الملل، وتبدأ الصعوبات في الظهور.
هنا أنت ترتطم بما يدعى بالـ “المنحدر”.
إذا انسحبت عندما ترتطم بالمنحدر – أي عندما يشتد الأمر عليك، فذلك أمر سيء، فالهدف من بدء أي شيء هو إتمامه، فكأنك بانسحابك هذا تخرب كل شيء بنيته حتى الآن.
ولكن إذا كان المشروع الذي تعمل عليه قد وصل إلى طريق مسدود، وترى أنه لن ينجح بأي طريقة – إذن يجب عليك الانسحاب وقتها.
بالنسبة لي، الأمر الذي أدركته من خلال هذا الدرس هو أنني قمت بالانسحاب الخاطئ مرات عديدة، فكنت أبدأ شيئًا جديدًا، وبمجرد اختفاء شعور الشغف والحافز للعمل على شيء جديد، كنت أتوقف، وبذلك لم أستطع إنجاز أي شيء.
٧# التدوين عبارة عن بناء الثقة
زرتُ مؤخرًا مؤتمرًا كبيرًا للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في لندن، وكان معظم الحاضرين يستخدمون مصطلح “اقتصاد الانتباه” ، في حين أن بقية الحاضرين كانوا يومؤن برؤوسهم وكأنهم يتبادلون رمزًا سريًا لشيء ما.
حسنًا، أتفهم، الانتباه نادر، ويعتقد بعض الناس (أنا) أننا سنصل إلى مرحلة يمكننا فيها استخدام الانتباه كعملة؛ سيكون ذلك رائعًا.
ولكن عندما يطلب المسوقون من بعضهم البعض صناعة شيء قادر على جذب الانتباه – كل ما أسمعه هو أنني سوف أتعرض لمزيد من المقاطعة بسبب الإعلانات التجارية.
كتب سيث جودين في ١٩٩٩ كتابه Permission Marketing وفكرته تقول: لكي تُسمع، عليك أن تكسب الثقة.
يجب أن تحصل على إذن لتوصل رسالتك. وفي عالمنا اليوم، جميع الإعلانات التجارية اختيارية. يمكنني الدفع ليوتيوب لكي لا أرى أي إعلانات.
وبالنسبة لي، هذه هي فكرة التدوين: أن تكتب بانتظام محتوًا ذا قيمة، وبذلك أنت تبني الثقة، كما يقتضي التدوين أن تظهر بالطريقة التي تريد أن يظهر بها الآخرون لك، لا أن تركض في كل مكان محاولاً جذب الانتباه.
يتحدث سيث أكثر عن هذه النقطة في مقابلته مع ماري فورليو.
٨# انجز
النصيحة غير مكلفة، الشخص الذي يقدم لك المشورة ليس لديه إلمام تام [حول ما تخوضه] كالإلمام الذي تمتلكه أنت.
عندما يكون هنالك شخص ما أتطلع إليه – شخص أتعلم منه – أحب أن أرى ما يفعله، لا الاستماع إلى ما يقوله، حتى في المقابلات، أحاول أن أفهم ما فعله (ولماذا) ، بدلاً من الاستماع إلى النصائح.
والشيء الذي لاحظته حول سيث – هو أنه دائمًا يجعل عمله يتحدث عنه.
هو يعمل، ينجز، يخلق.
يُدون يوميًا، ألّف ١٨ كتاب، ينشأ مشاريع وأعمال تجارية بشكل مستمر (آخرها مشروع AltMBA ).
يمكنك الاستماع للمشورة، يمكنك التفكير وبناء الاستراتيجية طوال اليوم، لكن في نهاية اليوم – هل قمت بإنجاز أي شيء؟
هذا الدرس الأهم التي تعلمته منه.
٩# لا تبحث عن شغفك
هناك الكثير مما يقال حول البحث عن الشغف.
سيث جودين لديه وجهة نظر مثيرة للاهتمام حول هذه النقطة:
لا تبحث عن الشغف، بدلاً من ذلك، كن شغوفًا/متحمسًا لما تفعله حاليًا، بهذه الطريقة، ستكون أكثر مرونة.
لو أن ألون ماسك وُلد قبل ٢٠٠ عام، لكان سيجد شيئًا يكون شغوفًا به، لو أن شيكسبير عاش في هذا العصر، لكان مدونًا. هؤلاء” أناس” شغوفين – لا أنهم وجدوا “أشياء” تبعث على الشغف*
[* يقصد بهذا الكلام أن الشغف صفة في الإنسان لا في الأشياء، لذلك من الأولى أن نتعلم كيف يمكن أن نكون شغوفين، عندها سنستطيع أن نحول أي عمل إلى شغف – المترجمة]
١٠# قدّم هدايا
عودة إلى نقطة رقم ١# – الجميع فنانون
إن كان الفن هدية تغير المتلقي، فأنت – الفنان – تعتبر مانح هدايا.
قد تتساءل «ما الذي يمكنني تقديمه كهدية؟» لا أعرف، ماذا لديك؟
- تدوينة ذات أفكار نيرة
- فكرة مشروع عظيمة
- كتاب
- إلخ، إلخ، إلخ
كتب سيث (Unleashing The Ideavirus) ووفره مجانًا كملف PDF، وقد جعله هذا الكتاب مشهورًا، كانت تلك هديته للعالم.
ما هي هديتك؟
ملاحظة: هذه التدوينة هي هديتي لك.
المصادر:
مصدر التدوينة الأصلية: 10Things I Learned From Seth Godin
مصدر الصورة: Nordic Business Forum
انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!
مفيدة جدا
رائع
وهذه الترجمة هديتك لنا؟
تقدر تقول كدا 🙂
شكرا لك مع فائق الاحترام والتقدير لجهودك
يا هلا بيك عزيزتي مني، يسرني مرورك
مقال رائع وترجمة رائعة.. تنويهك عن (الشغف) غاية في الدقة والعناية ..
أشكرك على هذه الهدية والهدايا التي تكتبينها كل مرة..
مقال رائع وترجمة رائعة.. تنويهك عن (الشغف) غاية في الدقة والعناية ..
أشكرك على هذه الهدية والهدايا التي تكتبينها كل مرة..
تسلم واثق، الله يسعدك
جيد جدا و خصوصا لمن عمرهم 34 سنة
لو سمحت سؤالي، ما هي منصة مدونتك؟
وورد بريس؟
نعم ووردبريس
والله احلى هديه!
رائعه هي مقالتك ملهمه هي مدونتك..
مره شكراً لكونك فنانه بطله..
تسلمي أفنان
شكرا عنود على المحتوي المفيد الممتع أجمل هدية لهذا اليوم 💕
أحسنت النشر نقطة الشغف دي الهمتني
هدية عظيمة