أنا و «فولاكي» وحرف السين ثالثنا

في أحد الأيام استوقفنا حديث ملهم أنا وصديقتي فولاكي، بدأ بنقاش حول حرف السين وانتهى بتأملات حول طريقة تعاملنا مع الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا في حياتنا.

أتت فولاكي، وهي سيدة نيجيرية مهتمة بتعلم الخط العربي، ومعها محاولات عديدة لكتابة حرف السين بالخط الديواني، قالت لي: «هذا محبط! اتبعت نفس الخطوات التي شرحتيها ومع ذلك لا يبدو شكل حرف السين صحيحًا! حاولت عشرات المرات ومع ذلك لا فائدة».

نظرتُ إلى محاولاتها، وكانت المشكلة في غاية البساطة! هي فقط لم تمسك القصبة (القلم) بالشكل الصحيح، فولاكي كانت تمسك القصبة بزاوية ٤٥ درجة تقريبًا بينما يجب أن تمسكها بزاوية ٩٠ درجة.

46850150_2231369867151110_8799143427077224657_n

فولاكي صبت تركيزها فقط على اتباع الخطوات الموضحة لرسم الحرف مثل، البدء بالسِنّة الأولى ومقدارها جزم، ومن ثم رسم السِنّة الثانية ومقدارها نقطة…إلخ؛ لم يخطر ببالها أن المشكلة قد تكمن في أمر آخر، كل ما كانت تحتاج إليه فولاكي هو أن تكتب بالقصبة بزاوية ٩٠ درجة بدلاً من ٤٥ درجة، هذا التعديل البسيط يحل “الأزمة”!

45443255_367399940662145_1547923710253877646_n

Screen Shot 2019-04-21 at 7.18.08 AM

هذا الموقف جعلني أرى كيف أن هذه بالضبط حالنا في كثير من الأحيان عندما نتعامل مع المشاكل والصعوبات، عادةً ما “نعلق” في زاوية معينة، ولأنها الزاوية الخطأ فمعظم جهودنا لا تؤدي إلى النتائج المرجوّة، بل تتعقد الأمور أكثر بينما يكون الحل جدًا سهل إن نحن فقط أجرينا تعديلاً بسيط.

هل تواجه تحدي كبير حاليًا في حياتك؟ هل أنت متأكد أنك تنظر للأمر من الزاوية الصحيحة؟ قد يكون كل ما تحتاجه ببساطة الانتقال من زاوية ٤٥ درجة إلى ٩٠درجة!

—انتهى—

 

 

انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *