في أحد الأيام استوقفنا حديث ملهم أنا وصديقتي فولاكي، بدأ بنقاش حول حرف السين وانتهى بتأملات حول طريقة تعاملنا مع الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا في حياتنا.
أتت فولاكي، وهي سيدة نيجيرية مهتمة بتعلم الخط العربي، ومعها محاولات عديدة لكتابة حرف السين بالخط الديواني، قالت لي: «هذا محبط! اتبعت نفس الخطوات التي شرحتيها ومع ذلك لا يبدو شكل حرف السين صحيحًا! حاولت عشرات المرات ومع ذلك لا فائدة».
نظرتُ إلى محاولاتها، وكانت المشكلة في غاية البساطة! هي فقط لم تمسك القصبة (القلم) بالشكل الصحيح، فولاكي كانت تمسك القصبة بزاوية ٤٥ درجة تقريبًا بينما يجب أن تمسكها بزاوية ٩٠ درجة.
فولاكي صبت تركيزها فقط على اتباع الخطوات الموضحة لرسم الحرف مثل، البدء بالسِنّة الأولى ومقدارها جزم، ومن ثم رسم السِنّة الثانية ومقدارها نقطة…إلخ؛ لم يخطر ببالها أن المشكلة قد تكمن في أمر آخر، كل ما كانت تحتاج إليه فولاكي هو أن تكتب بالقصبة بزاوية ٩٠ درجة بدلاً من ٤٥ درجة، هذا التعديل البسيط يحل “الأزمة”!
هذا الموقف جعلني أرى كيف أن هذه بالضبط حالنا في كثير من الأحيان عندما نتعامل مع المشاكل والصعوبات، عادةً ما “نعلق” في زاوية معينة، ولأنها الزاوية الخطأ فمعظم جهودنا لا تؤدي إلى النتائج المرجوّة، بل تتعقد الأمور أكثر بينما يكون الحل جدًا سهل إن نحن فقط أجرينا تعديلاً بسيط.
هل تواجه تحدي كبير حاليًا في حياتك؟ هل أنت متأكد أنك تنظر للأمر من الزاوية الصحيحة؟ قد يكون كل ما تحتاجه ببساطة الانتقال من زاوية ٤٥ درجة إلى ٩٠درجة!
—انتهى—
انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!