كيف يكون «الانضباط» أداة أساسية لحل مشكلات الحياة؟ الجزء الثاني: المسؤولية والهروب من الحرية

يحكي المعالج النفسي إم سكوت بيك قصة أحد مرضاه الذي كان يعاني من مشكلة إدمان الكحول، أنه كان يعزي مشكلة إدمانه لكونه يعيش في جزيرة أوكيناوا النائية، فيقول: «ليس هناك شيء آخر يمكن فعله في المساء في أوكيناوا سوا الشرب».

متابعة قراءة “كيف يكون «الانضباط» أداة أساسية لحل مشكلات الحياة؟ الجزء الثاني: المسؤولية والهروب من الحرية”

كيف يكون «الانضباط» أداة أساسية لحل مشكلات الحياة؟ الجزء الأول: تأخير المتعة واختيار الألم

في أحد الأيام، سأل المعالج النفسي «إم سكوت بيك» أحد مرضاه: «هل تحبين الكعك؟»، فجاوبت بنعم، ثم سألها: «أي جزء من الكعك تحبين؟»، فردت بحماس: «الجزء العلوي المتكون من الكريمة»، ثم سألها: «كيف تأكلين الكعك؟»، قالت: «آكل الطبقة العلوية الكريمية أولاً، ثم بقية الكعك [الجزء الإسفنجي]».

ما يحاول إم سكوت القيام به هو أن يستشف طبيعة سلوك هذه السيدة في الحياة والعمل من خلال طريقة تناولها للكعك..

متابعة قراءة “كيف يكون «الانضباط» أداة أساسية لحل مشكلات الحياة؟ الجزء الأول: تأخير المتعة واختيار الألم”

عن الجانب المظلم في العمل المستقل: ما لم يقله لك الآخرون

في ٢٠١٨ قررت ترك وظيفتي لأسباب معينة، ولم تكن لدي أي فكرة عما سأقوم به بعد الاستقالة، أو أي خطة، كل ما كنت أفكر فيه وقتها أني أريد أن أخرج من تلك الظروف الحياتية. بعد فترة، وجدت نفسي في عالم «العمل المستقل» بداية كمدربة للخط العربي (كنت أقدم ورش عمل في الخط ما بين ٢٠١٧ – ٢٠١٨) ومن ثم ككاتبة محتوى للشركات والأفراد.

متابعة قراءة “عن الجانب المظلم في العمل المستقل: ما لم يقله لك الآخرون”

عن العنصر الشفاف ورسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة

أتذكر أني سمعت يومًا أحد الأفاضل الحكماء – فرج الله كربه – يقول: «قراءة الشعر ترقق القلب».

استحضر الآن هذه المقولة بعد أن انتهيت من قراءة كتاب «الشعلة الزرقاء» الذي يجمع ٣٦ من رسائل جبران خليل جبران السرية لمحبوبته الأديبة مي زيادة، وهما اللذان دامت بينهما عاطفة عارمة استمرت قرابة العشرين عامًا لم يلتقيا فيها يومًا وجها لوجه، لم يلتقيا فيها إلا في «عالم الفكر والروح والخيال الضبابي» كما سماه جبران.

متابعة قراءة “عن العنصر الشفاف ورسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة”

ماذا يعني أن تكون مصابًا بمتلازمة الدجّال؟

كتبت هذه المقالة بالتعاون مع الكاتب أحمد مشرف

هل شعرت في يوم من الأيام بنقصٍ حاد في الثقة بالنفس لأنك ترى أنك إنسان غير منجز؟ أو أنك لا تملك إمكانيات أو مؤهلات تجعلك تبدع في وظيفتك، مشروعك، أو فنك، أو أيًا كان بالرغم من وجود أدلة واضحة تثبت أنك صاحب إنجازات وأداء متميز؟ هل شعرت يومًا بعدم استحقاقك للتكريم أو التقدير أو الفرص الذهبية التي قدمها الناس إليك؟ 

متابعة قراءة “ماذا يعني أن تكون مصابًا بمتلازمة الدجّال؟”

هل أنت ٣ أو ٤؟ عن وحش “تقييم الأداء” الذي يبتلعنا

“عزيزي فلان، صحيح أنك بذلت مجهود هذه السنة، لكنك لم تحرز نتائج استثنائية فيما يتعلق بالأهداف التي وضعناها لك في بداية العام، لذلك من باب العدل، تقييمك هو ٣ من ٥، أرجو أن يكون هذا محفزًا لك كي تركز وتبذل جهد أفضل في العام المقبل”.

[فلان يحاول أن يحافظ على ملامح وجهه التي تبدو متماسكة بينما هو ينهار من الداخل، يخرج فلان من مكتب مديره، بعد أن شتمه في نفسه بأقبح الشتائم، يذهب إلى زملائه، يحكي لهم “المظلومية” التي وقعت عليه، يشارك معظمهم في حفلة الشتم، لأنهم في الغالب لم تعجبهم “الأرقام” التي حصلوا عليها.]

متابعة قراءة “هل أنت ٣ أو ٤؟ عن وحش “تقييم الأداء” الذي يبتلعنا”

هل يكون اختيار «الهراء» حلاً ممتازًا أحيانًا؟

تنويه: لا توجد رسالة، أو هدف، أو فائدة، أو أفكار قيّمة وراء هذه التدوينة، لذلك إن كانت لديك أمور هامة، انصحك بإغلاق الصفحة والانصراف إلى مشاغلك. (لا تقل أنني لم أحذرك! اللهم بلغت، اللهم فاشهد).

حسنًا، أريد أن اعترف أني دخلت هذا العام بمزاج مكتئب، أصابتني نوبة “تشكيك” حادة، أعني بذلك الحالة التي تشعر فيها أنك تشك في كل قراراتك وكل اختياراتك في الحياة. فجأة شعرت بالخوف الشديد، بل بالرعب، لم أعرف مع من يجدر بي الحديث عما أمر به، فآخر شيء أود أن اسمعه هو عبارات تشجيعية مثل «تفاؤلوا بالخير تجدوه» أو «كل شيء سيكون على ما يرام».

متابعة قراءة “هل يكون اختيار «الهراء» حلاً ممتازًا أحيانًا؟”

مصادر “تشقلب” المخ – قائمة ٢٠١٩

حسنًا، لا يمكن أن أدع السنة تنتهي دون أن أتوقف وأدوّن مشاعر الامتنان تجاه كل الأمور العظيمة التي حدثت هذا العام، لكني في هذه التدوينة لن اكتب مقالاً عن “أهم الدروس” التي تعلمتها في ٢٠١٩، بل أريد أن أشاركك قائمة ببعض المصادر التي تعرضت لها خلال هذه السنة، والتي ساهمت بشكل كبير في “شقلبة” الطريقة التي افكر بها وأرى من خلالها العالم. قد لا أتفق مع كل الأفكار المطروحة في هذه المصادر، لكني بالتأكيد أعتقد أنها أفكار ومفاهيم تستحق الوقوف عندها كثيرًا.

متابعة قراءة “مصادر “تشقلب” المخ – قائمة ٢٠١٩”

لماذا يجب أن تطلق «الكاتب» الذي بداخلك؟ الكتابة كمهارة ضرورية للنمو المعرفي

خلال الأسبوعيين الماضيين خضت نقاشات مطولة مع ٤ أشخاص مختلفين حول الكتابة. ألخص أهم النقاط التي تكررت كما يلي:

  • أريد أن أكتب لكن لا أعلم إن كنت أريد أن أكون كاتبًا أصلاً، أو لا أعرف إن كانت الكتابة شيء سأحبه.
  • هناك شيء يستهويني في الكتابة لكن لا أعرف إن كان علي أن أجرب.

في هذه المواقف عادة ما تكون إجابتي على هكذا تساؤلات هي: طبعًا اكتب! الآن!

وحتى يسهل علينا فهم علاقتنا واهتمامنا بالكتابة وفهم ما الذي نريده من هذه الممارسة، ربما سيساعدنا تقسييم ممارسة الكتابة إلى مستويين رئيسين:

متابعة قراءة “لماذا يجب أن تطلق «الكاتب» الذي بداخلك؟ الكتابة كمهارة ضرورية للنمو المعرفي”

ماذا يعني أن تضع جمجمة على طاولتك؟ «قُصر الأمل» كأسلوب حياةٍ حكيم

قبل فترة شاهدت محاضرة بديعة للمؤلف والمفكر السويسري آلان دي بوتون، يتحدث فيها عن *التشاؤم* كطريقة حكيمة لعيش الحياة، لأن الحياة من وجهة نظره هو وفلاسفة عديدين – ما هي إلا سلسلة من الأزمات، والآلام، والاضطرابات العميقة، هذا الأصل فيها، لا السعادة والراحة والهناء.

لكن التشاؤم أو الـ (Pessimism) لا يعني بالضرورة تحجيم قدر الإنجازات أو حتى ترك الحياة بما فيها كما يشرح دي بوتون، بل يعني أن ننطلق دائمًا من فكرة أن الأمور لن تسير على ما يرام. وهو أمر ضروري لأن الحكمة تكمن في أن يخفض الإنسان من سقف توقعاته قدر الإمكان، فهذه أنجع وأضمن طريقة لأن لا تتحول خيبات الأمل إلى قلق يؤدي إلى الفشل.

الهدف من اعتناق التشاؤم، بحسب هذه المدرسة الفلسفية، هو أننا سنكون مستعدين ومتقبلين لأكثر الأمور سوءًا والتي لا تعتبر شيئًا عارضًا أو طارئًا، بل الأصل في هذه الحياة، لذلك تجد فلاسفة المدرسة الرواقية أمثال سينيكا (Seneca) يدعونك لأن تبدأ يومك بتوقع حدوث أسوأ الأمور، فإذا ما حدثت أمور أقل سوءًا ستشعر بالرضا أو ربما حتى بالسعادة!

متابعة قراءة “ماذا يعني أن تضع جمجمة على طاولتك؟ «قُصر الأمل» كأسلوب حياةٍ حكيم”

أول ٥٠ موعد غرامي: ٤ اقتراحات لبناء علاقة متينة مع أي مهارة جديدة

هل تذكر الفيلم القديم «أول ٥٠ موعد غرامي»؟ تروى أحداث الفيلم قصة «لوسي» التي تعاني من حالة فقدان الذاكرة الأمامية إثر تعرضها لحادث سيارة، مما يعني أنها في كل يوم جديد تنسى تمامًا كل أحداث اليوم الذي يسبقه وكأنها لم تحدث قط. في يوم من الأيام، تلتقي «لوسي» بشاب يدعى «هنري روث»، يقضيان وقتًا ممتعًا سويًا، ويتفقان على أن يلتقيا في اليوم التالي، يأتي اليوم التالي ويكتشف «هنري» أن لوسي لا تذكره ولا تذكر أي حوار دار بينهما بسبب مشكلة فقدان الذاكرة هذه، مما يضطر هنري إلى فعل المستحيل كل يوم..كل يوم!.. ليجعل لوسي تتعرف إليه وتعجب به مع علمه المسبق أنها ما إن تستيقظ في صباح اليوم التالي ستنسى أنه موجود في الحياة أصلاً.

متابعة قراءة “أول ٥٠ موعد غرامي: ٤ اقتراحات لبناء علاقة متينة مع أي مهارة جديدة”

ما بين «فصل فيش الخلاط» وقول «لا»: ٦ مهارات حياتية مهمة لم نتعلمها في المدارس

مع اقترابي من سن الثلاثين، أصبحت أكثر من أي وقت مضى أتأمل في مرحلة العشرينيات والدروس التي خرجت بها منها. أعتقد أن هناك الكثير من الدراما والمشكلات التي يمكننا تجنبها كأشخاص راشدين لو أننا تعلمنا بعض المهارات الحياتية المهمة في المدارس أو في مراحل مبكرة من حياتنا، بعض هذه المهارات هي:

١) مهارة «تنقيط الناس بسكوتك»

يقول المثل الدارج “نقِّطنا بسكوتك” أي “يا حبذا أن تحتفظ بكلامك الذي يخلو من أي قيمة لنفسك”، للأمانة هذه مهارة عظيمة، لأنه ليست كل الأوقات، أو كل المواقف تتحمل الكلام الفارغ والتعليقات البلهاء.

متابعة قراءة “ما بين «فصل فيش الخلاط» وقول «لا»: ٦ مهارات حياتية مهمة لم نتعلمها في المدارس”

من أين تأتي خريطتك النفسية وكيف تشكل نظرتك للعالم؟

قبل فترة أهداني أحد الأصدقاء، كتاب (The Road Less Traveled) أو «الطريق الذي لا يسلكه الكثيرون» والذي كتبه ونشره الطبيب النفسي « إم سكوت بيك» في عام ١٩٧٨. حقيقةً الكتاب من أروع الكتب التي قرأتها مؤخرًا، لكن هناك جزئية معينة في الكتاب استوقفتني كثيرًا، ألا وهي فكرة الخريطة النفسية التي نخرج بها من مرحلة وندخل بها إلى مرحلة جديدة. لكن قبل أن أسهب في هذه الفكرة، دعني أعطيك خلفية عن ثيمة الكتاب بشكل عام وسريع.

متابعة قراءة “من أين تأتي خريطتك النفسية وكيف تشكل نظرتك للعالم؟”

حتى لا نتحول إلى السيدة «إيما»: ٨ نصائح حول العمل أمام الكمبيوتر لساعات طويلة

هذه إيما، دمية بحجم إنسان حقيقي، قام بتصنيعها فريق من الخبراء والباحثين لتجسيد حجم الأذى البدني الناتج عن بيئات وسلوك العمل الحديث، تحديدًا، العمل في المكاتب أمام الكمبيوتر لأكثر من ٧ ساعات يوميًِا.

متابعة قراءة “حتى لا نتحول إلى السيدة «إيما»: ٨ نصائح حول العمل أمام الكمبيوتر لساعات طويلة”

عن علاقة الإنسان بالطعام عند الفلاسفة والمفكرين

قبل عدة قرون كان الحديث في الشؤون المطبخية حكرًا على النخب الثقافية في المجتمع، لذلك لم يتردد فلاسفة اليونان القديم مثل سقراط وأفلاطون في مناقشة ما كان يعرف بـ”الأدب المطبخي”، والحال في الأدب العربي القديم لا يختلف، فتجد أن الأدب المطبخي يشغل حيزًا من كتابات فلاسفة ومفكرين مثل ابن ماسويه، ابن خلدون، أحمد السرخسي، تلميذ الفيلسوف الكندي، ومسكويه وغيرهم ممن اعتبروا الطبيخ علمًا له أصول وفروع [١].

وقد يتبادر إلى الذهن هنا سؤال: لماذا اهتمت النخب الثقافية – والتي تهتم عادة بالسياسة والفلسفة والأخلاق – بالحديث والتدوين في شؤون الطبيخ!؟

متابعة قراءة “عن علاقة الإنسان بالطعام عند الفلاسفة والمفكرين”

ما بين بول جارفيس وعمر عاشور: ماذا يعني أن تختار الاكتفاء على النمو الإمبراطوري في الأعمال؟

في ٢٠١٨ وقعت بالصدفة على مقابلة رائعة لبول جارفيس يتحدث فيها عن فلسفته في العمل وبناء المشاريع التجارية والتي تقوم في جوهرها على التشكيك في ضرورة الاستمرارية في توسيع وتنمية النشاط التجاري لمجرد التوسع والنمو. بل ويسحب جارفيس هذا التشكيك على قرارتنا في الحياة بشكل عام فيطرح أسئلة من نوع: هل فعلاً كل شيء أكبر وأكثر هو بالضرورة أفضل؟ أو هو ما نحتاجه حقًا؟

متابعة قراءة “ما بين بول جارفيس وعمر عاشور: ماذا يعني أن تختار الاكتفاء على النمو الإمبراطوري في الأعمال؟”

ماذا يعني أن تسيطر علينا ثقافة الانفوجرافيك؟ بين الاختصار الضروري والاختصار المؤذي

قبل عدة أيام أصدرت هيئة تقويم التعليم والتدريب بالسعودية نتائج اختبارات وطنية تقيس أداء الطلاب، بحثت في كل موقع ممكن عن “التقرير” الذي تتحدث عنه الهيئة في تغريداتها، لكني لم أجد إلا مجموعة انفوجرافيك منشورة في حوالي ٤ – ٥ تغريدات، في حين كنت أتوقع أن أرى – إلى جانب الانفوجرافيك – تقريرًا لا يقل عن ١٥ صفحة، يتناول الموضوع بالتفصيل الممل.

أشعر أن الانفوجرافيك تحول من مجرد وسيلة إلى ثقافة بحد ذاتها، بل وربما عقلية جديدة في التعامل مع المعرفة، والانفوجرافيك هنا ما هو إلا مجرد وجه واحد من أوجه الاختصار “المؤذي”، ذلك الاختصار الذي يقودنا لتصديق أننا نستطيع الحصول على أي شيء ذو قيمة “الآن”، دون الحاجة لأن ننتظر أو نبذل جهد حقيقي.

أعلم أنك قد تقول «ولكن الناس لن تقرأ أو تتفاعل مع المحتوى الطويل!»، حسنًا، هناك مائة مشكلة ومشكلة في هذه العبارة التي أصبحنا نتداولها وكأنها حقيقة علمية مطلقة، إليك ٤ نقاط توضح بعض الإشكاليات في هذه العبارة .

متابعة قراءة “ماذا يعني أن تسيطر علينا ثقافة الانفوجرافيك؟ بين الاختصار الضروري والاختصار المؤذي”