قبل أكثر من ١٠٠٠ سنة كتبت مجموعة سرية عرفت باسم «إخوان الصفا وخلان الوفا» موسوعة اشتملت على ٥٢ رسالة فلسفية في «الرياضيات والموسيقا والمنطق والفلك والعلوم الفيزيائية مع العلوم الطبيعية بالإضافة إلى استكشاف طبيعة النفس والبحث في قضايا مرتبطة بالأخلاق والوحي والروحانية»[١]، إحدى هذه الرسائل وهي الرسالة الـ ٢٢ خصصت للحديث عن جور الإنسان على الحيوان، والسؤال المحوري الذي تطرحه هذه الرسالة: ما الذي يعطي الإنسان الحق في السيادة على الحيوانات، وبماذا يفتخر عليهم؟
مذهل أن هذه القضية شغلت أذهان فلاسفة ومفكري ذلك العصر إلى الحد الذي يجعلهم يكرسون لها رسائل مطولة، أعني قبل ١٠٠٠ سنة لم تكن هنالك مصانع المواشي بآلاتها الحديثة التي تفرم الحيوانات وهي حية أو تنتهك أجسادها بالتعذيب والاغتصاب والكيماويات حتى تتمكن الشركات الجشعة من ضخ السوق بالمزيد والمزيد من اللحوم والألبان التي تفيض عن حاجة المستهلك!
متابعة قراءة “ماذا لو رُفعت عليك قضية عند الملك بيارست؟ عن رسائل إخوان الصفا وكتاب «دعوى الحيوان» لهدى القدومي”