كيف تِفُكْ هُروج رهيبة ١٠١: ابتعد عن المحادثات الصغيرة

«فَك هُروج» يعني «فتح أو بدء محادثات» في اللهجة الحجازية، و«الهَرْجة» – مفرد هروج – هي المحادثة أو موضوع ما.

أحب هذا التعبير، أشعر أنه يخفف توتر بدء محادثة مع شخص غريب، فمثلاً لو رأيت شخص ما وقلت في نفسك “خليني أروح أفُكْ معاه هرجة”، أشعر أن الأمر يصبح أظرف وأكثر أرياحية، مقارنة مع ما إذا قلت لنفسك “خليني أروح أكلمه” والتي تتسم بحس الجدية والثقل…أو قد يكون كل ما في الأمر أني الآن أحاول ملئ رأسك بالهراءات التي ليس لها أي أساس.

متابعة قراءة “كيف تِفُكْ هُروج رهيبة ١٠١: ابتعد عن المحادثات الصغيرة”

كلمة راس مع «المزز»: تأملات حول الهوس بالتجميل عند النساء والرجال

«إحدى أهم الإحصائيات عالميًا تقول أن نسبة الانتحار بين السيدات اللاتي أجرين عمليات لتكبير صدورهن أعلى بكثير من نسبة الانتحار عند السيدات الأخريات [اللواتي لم يقمن بذلك]، ليس لأن العملية بذاتها هي السبب، بل لأن هؤلاء السيدات لم يلجأن لهذه العملية إلا لأسباب نفسية عميقة جدًا لم يعالجنها»[١]، كانت هذه مداخلة للدكتور «محمد الحاجي» في إحدى الجلسات النقاشية التي جمعت بينه وبين دكتور التجميل الأشهر في السعودية «يزيد الغنيم» بمعرض الكتاب الدولي بالرياض ٢٠٢٢.

متابعة قراءة “كلمة راس مع «المزز»: تأملات حول الهوس بالتجميل عند النساء والرجال”

ماذا يعني أن تسيطر علينا ثقافة الانفوجرافيك؟ بين الاختصار الضروري والاختصار المؤذي

قبل عدة أيام أصدرت هيئة تقويم التعليم والتدريب بالسعودية نتائج اختبارات وطنية تقيس أداء الطلاب، بحثت في كل موقع ممكن عن “التقرير” الذي تتحدث عنه الهيئة في تغريداتها، لكني لم أجد إلا مجموعة انفوجرافيك منشورة في حوالي ٤ – ٥ تغريدات، في حين كنت أتوقع أن أرى – إلى جانب الانفوجرافيك – تقريرًا لا يقل عن ١٥ صفحة، يتناول الموضوع بالتفصيل الممل.

أشعر أن الانفوجرافيك تحول من مجرد وسيلة إلى ثقافة بحد ذاتها، بل وربما عقلية جديدة في التعامل مع المعرفة، والانفوجرافيك هنا ما هو إلا مجرد وجه واحد من أوجه الاختصار “المؤذي”، ذلك الاختصار الذي يقودنا لتصديق أننا نستطيع الحصول على أي شيء ذو قيمة “الآن”، دون الحاجة لأن ننتظر أو نبذل جهد حقيقي.

أعلم أنك قد تقول «ولكن الناس لن تقرأ أو تتفاعل مع المحتوى الطويل!»، حسنًا، هناك مائة مشكلة ومشكلة في هذه العبارة التي أصبحنا نتداولها وكأنها حقيقة علمية مطلقة، إليك ٤ نقاط توضح بعض الإشكاليات في هذه العبارة .

متابعة قراءة “ماذا يعني أن تسيطر علينا ثقافة الانفوجرافيك؟ بين الاختصار الضروري والاختصار المؤذي”

٣ أمور تجعل استماعك للناس وسيلة تزحزح صخرة بلال عنهم

في وقت ما في حياتك، لا بد وأنك مررت بأيام شعرت فيها أن على صدرك كلام يساوي في ثقله ثقل الصخرة التي وُضعت على صدر سيدنا بلال، أرضاه الله. وعلى الأرجح أنك هرعت إلى شخص ما لتفرغ إليه ما بنفسك راجيًا بذلك أن تتزحزح عنك الصخرة، لكن بدل أن ينصت إليك هذا الشخص، ارتدى قبعة “المحاضراتي” وأخذ يلقي عليك النصائح والمواعظ، بل وربما استولى على الحديث ليجعله يدور حول تجاربه في الحياة والحِكم التي يجب أن تتعلمها منه، أو أنه ارتدى قبعة “حلال المشاكل” فأخذ يقترح عليك حلول لمشاكلك التي لم يفهمها حق فهم بعد، بينما أنت تختنق تحت الصخرة المهلكة؛ كل ما تريده هو أن يستمع أحد لك.

موقف بغيض، أليس كذلك؟

الآن، تخيل لو أن صاحب الصخرة أتاك -أنت- مستنجدًا لبعض الاستماع الذي ينم عن اهتمام حقيقي، لكنك بدل أن تستمع له بإنصات، تفعل به ما فعلك بك المحاضراتي أو حلال المشاكل يومًا ما، وتفسد ما كان فيه فرصة لإنقاذ هذا الشخص من تحت الصخرة..

متابعة قراءة “٣ أمور تجعل استماعك للناس وسيلة تزحزح صخرة بلال عنهم”

عن قصة بطل الفوط النسائية

قيل: أمريكا لديها سوبر مان، باتمان، سبايدر مان، وغيرهم من الأبطال الخارقين، لكن الهند لديها باد مان (Padman)، بطل الفوط النسائية!

موخرًا شاهدت فيلم باد مان والذي يحكي قصة حقيقية لرائد الأعمال الاجتماعية الهندي أورناتشلام مورغنانثام، والذي جاهد في إيجاد حل لمشكلة عدم تمكن النساء الهنديات من استخدام الفوط النسائية نظرًا لفقرهم وغلاء أسعار هذه الفوط بالنسبة إليهم.

أعتقد أن هذا الفيلم من أجمل ما رأيت مؤخرًا لعدة أسباب تتجاوز الحبكة الدرامية الرهيبة والتمثيل الرائع، هذه الأسباب هي:

متابعة قراءة “عن قصة بطل الفوط النسائية”

ماذا يعني أن تعيش في فقاعة؟ دليلك إلى الهروب من الهروب

هل قرأت يومًا ديوان محمد الباري «الأهلة»؟ يفتتح عبد الباري الديوان بإهداء يقول فيه «إليك أنت أيها القارئ: افتتاننًا بك، إذ ينهار العالم وأنت تبحث عن قصيدة».

اتفهم كلمات عبد الباري الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى، شخصيًا أرى أن العالم ينهار، فلا يوجد شيء يبشر بالخير أو يدعوا للتفاؤل على جميع الأصعدة، سياسيًا، اقتصاديًا، بيئيًا، أو بتعبير مارك مانسون البليغ «Everything is F*cked»، لذلك وجدت أن أفضل طريقة للتعامل مع هذا الواقع هو العيش في فقاعة، أعلم أن هذا التعبير «العيش في فقاعة» له دلالة سلبية تشير إلى العزلة في عالم حالم/وردي/وهمي بعيد عن الواقع، لكني أرى أن العيش في فقاعة وسيلة نجاة ناجحة وضرورية، ألا تعتقد ذلك؟ أقول وسيلة نجاة لأنني وكثيرون مثلي نحتاج إلى قوة تجعلنا ننهض من السرير كل يوم ونندفع إلى الحياة، كيف سأتمكن من فعل ذلك إن استولت علي فكرة انهيار العالم هذه! لذلك، المجد للفقاعة! 

ولأنني في هذه اللحظة أكتب وأنا في مزاج يتسم بالكآبة، يروق لي أن أقوم بالتبشير لهذه الفكرة – أطلق عليها “الفقاعيزم” إن شئت – والتي وإن بدت لوهلة أنها أسلوب للهروب من الواقع، إلا أنها في جوهرها هروب من هذا الهروب، لذلك، إليك دليل مختصر عن العيش في فقاعة وما الذي يعنيه ذلك:

متابعة قراءة “ماذا يعني أن تعيش في فقاعة؟ دليلك إلى الهروب من الهروب”