أيًا كانت أهدافك المهنية، إذا وجدت نفسك يومًا ما محاصر بشعور فقدان الحماس المحبط تجاه ما تحبه، جرب أن تسأل نفسك: لماذا تفعل ما تفعل؟ وهل هناك طرق أخرى بعيدة عن السياق المهنية تعينك على تحقيق نفس الغاية؟ إدراك هذا الأمر قد يساعدك على أمرين:
إدراك هذا الأمر قد يساعدك على أمرين:
1ـ أن تخرج من الزاوية الضيقة وترى الأمور بشمولية وسعة، وبالتالي تشعر أن هناك معنًا متجاوزًا يحركك، وأعتقد أن حاجة الإنسان للشعور بالمعنى في ما يقوم به حاجة متجذرة فيه.
2- أن تذكر نفسك بالغايات الأكبر، بالنوايا الأولى، بالماذا التي جعلتك تبدأ في المقام الأول. أتذكر هنا محاضرة للفيلسوف آلان دي بوتون، كان يقول – وهو الملحد – أن من أهم الأدوات الخطيرة التي يجب على العلماء الملحدين تعلمها من الدين وتطبيقها في السياق الأكاديمي العلمي هي ممارسة التذكير والتكرار، فإذا نظرنا إلى جميع الأديان نجد أن التذكير المتكرر جزء تكويني في تعاليمها وبنيتها، فمثلاً يقوم المؤمن بتكرار ممارسة الشعائر الدينية في كل يوم، في كل شهر، في أوقات معينة في السنة، لأن في ذلك تذكير له بالغايات الكبرى أو تذكير بالتمسك بالمعاني والممارسات المثلى، ودون هذا التذكير المتكرر، من الطبيعي أن ينزلق الإنسان إلى خارج المسار.
أما الأمر الآخر الذي أؤمن أنه يساعد كثيرًا في معايشة مشاعر فقدان الحماس الموسمية تجاه ما نحب هي أن نلجأ إلى الأشخاص الذين يسندون ظهورنا، أؤلائك الذين لا يطبطبون علينا بحب فحسب بل الذين لا يسمحون لنا أن “نسلّك” لأنفسنا أو أن نختلق الأعذار الواهية ونصدقها.
سؤال المعنى، التذكير المتكرر، والأشخاص الداعمين هي 3 أسلحة نحتاجها لكي ننجو في هذه الحياة بعد لطف الله وعنايته.
وقفة أخيرة مع انتصارات صغيرة
بالأمس كتبت منشورً “اتحلطم” فيه على حالي مع الكتابة
معظم النصائح التي أتتني دعت لأن أخذ إجازة وأتوقف عن الكتابة حتى أتحسن ومن ثم أعود، وهذا على الأرجح من طيب الناس ولطفهم واشفاقهم على حالي. لكني الصراحة سعيدة جدًا أني لا ولم استمع إلى هذه النصائح..
حقًا لا أصدق في هذه اللحظة أنني أتمم كتابة تدوينة بعد أن كنت أتهرب من الكتابة طيلة هذا الأسبوع! تهمني اللحظات التي ينتصر فيها انضباطي على كسلي وتقاعسي أكثر من اهتمامي بجودة محتوى التدوينات في هذه الحالة، فالجودة تتحسن مع الممارسة المستمرة.
أيضًا أنا أؤمن أنه لا يوجد فن حقيقي يصنع من منطقة الراحة، أيًا من الكتاب العظماء لم يقتصروا على الكتابة وهم في “مزاج جيد” فقط، بل أعظم الكتب كتبها أصحابها وهم حرفيًا في أسوأ وأحلك الظروف التي قد تمر على الإنسان…لو أن كل شخص فنان فكر: «أوه لن أفعل إلا عندما أكون في مزاج/حال جيد» لما شهدنا فنًا “يشقلب” وجداننا ونظرتنا للحياة.
ليس الفن فقط، بل أي شيء ذو قيمة حقيقية لا يخرج من منطقة الراحة، ولا يخرج بشكل فردي، فنحن نحتاج إلى المجاهدة، والرفقاء في هذه المجاهدة.
الساعة الثالثة والربع فجرًا الآن، لا شيء يوصف سعادتي في هذه اللحظة بهذا الانتصار الصغير، هذه التدوينة رقم 86 تمت بفضل الله.
–انتهى–
ممارسة الكتابة يومياً ولساعات عديدة ولمدة طويلة سيجعلها جزءاً من كيانك وسلوكك بحال كان لديكِ هدف مهم ذو معنى..
أعرف أحدهم ممن كان يمسك قلمه بعد الانتهاء من صلاة الفجر، ولا يتركه إلا حين سماع أذان الظهر، ومن ثم يعود ويمسكه إلى حلول أذان المغرب، وقد ألف العديد من الكتب..
لا أظن أنه استطاع الوصول إلى هذه الانضباطية لولا ربط نفسه بهدف كبير يريد انجازه، وانغماسه اليومي بعمل شاق..
قد تحتاجين لربط نفسك بمشروع كتابي أكبر، أو بالأحرى تحتاجين لتورّطي نفسك بمشروع كتابي كبير تعطيه جهداً يومياً ثابتاً..
العنود. من جهه أخرى، نحن القرّاء ننتظر يوم السبت للاطلاع على مقالك الثمين، شكراً لعزيمتك التي جعلتك تُكملين التدوينة.
ختمت التدوينة وابتسامتي مآخذة نص وجهي، فرحانة بإنجازك معاك💙.
تحية طيبة..
أشكرك على الاستمرار وأتمنى لك المزيد من العمل والتميز في الكتابة، وتتكرر المشكلة لدى جميع من يكتب وليست هذه المشكلة محصورة لدى الكتاب بل حتى لدى الرياضيين وكل شخص يتطلب عمله ممارسة يومية لنشاط ما قد يوصف بالممل..
أذكر أني سمعت نصيحة لسث غودين وهو يكتب كل يوم منذ سنوات ولا يتوقف في مدونته أنه لما سئل عن هذه المشكلة قال: “لا يوجد شيء اسمه حبسة الكتابة (writer’s block) وعلى الواحد منا أن يقوم بالعمل وحسب بغض النظر عن المستوى، وقال: “تخيل لو حضر سباك لمنزلك وقال لا أشعر اليوم بالرغبة في انجاز عملك فالأرجح أنه سيفقد عمله وهو أمر لا تسمعه بتاتاً”
وأخيراً هذا مقال في مدونة المؤلف المميز جيمس كلير وهي التي أخرجتني من توقف طال شهوراً بسبب مشاكل كثيرة أحاطت بي في احدى الفترات من حياتي أتركه لك لقراءته ففيه الكثير من الفائدة
https://jamesclear.com/daily-routines-writers?__s=iftpgh9ady13fybjbzqs
كل تمنياتي لك بالتوفيق
محمد إسحاق
muhamedishaq.com
نصيحتي لكي على تويتر كانت بأن تستمري بالعمل والاجتهاد على أهدافك الأخرى بجانب الكتابة، بحيث أنه أي تقدم بسيط في تحقيقها سيساعدك على تحقيق هدف الكتابة الأسمى لكي.
تعلمت منكي في هذا المقال: “نشوة البدايات، وأثر شهر العسل، وحبسة الكاتب”. أبدعتي