صاحبة الغُرفة
أهلا، اسمي العَنُود

نشأت وأنا أسمع عبارة «يادووب كلها مترين في متر ما تسوّي شي» واعتقدت أنني بالضرورة أحتاج دومًا إلى “الكثير” حتى أستطيع أن أقوم “بشيء” ما، لكن في لحظة زمنية رُفِع عني حجاب “الكثرة” لأرى أن هنالك سر في القليل.

اخترت مترين في متر كغرفة صغيرة أكتب منها مقالات أدعي أنها “مثيرة”، قد تكون مثيرة للاهتمام، مثيرة للتفكر، أو حتى مثيرة للملل! أنت وذوقك عزيزي القارئ.

لكن دعني أحدثك عن نفسي قليلاً، أنا خليط من أشياء كثيرة، عملت سابقًا في شركات استشارات استراتيجية وبنوك ومؤسسات غير ربحية، صاحبة أعمال حرة، خطاطة، حكاواتية، مُدوِّنة، وأشياء أخرى أعلمها ولا أعلمها، لذلك ستجدني اكتب في موضوعات مختلفة وغالباً عشوائية من تجارب حياتية، وأفكار حول العمل والفنون، وترجمات لمقالات أحببتها، وحتى قراءات في كتب أطفال.

بدأت هذه المدونة بسبب موقف حدث لي في 2015 حيث كنت أعمل على تحليل بيانات استبيان ما، ولفت انتباهي وقتها أن معظم المشاركين اختاروا إجابة «محايد»، فأرّقني وقتها سؤال «لماذا يختار الناس دائماً الحياد في الاستبيانات؟!»، (أنا لا أبالغ حين أقول “أرقني” وإياك أن تنعتني بالدراما كوين!) اتجهت إلى جوجل ابحث عن مقالات عربية علمية تناقش الأمر، لكن للأسف لم أجد أي شيء مفيد، اتجهت إلى المصادر الإنجليزية من مقالات علمية وأوراق بحث، وبعد فترة وجدت أجوبة شافية، لكن شيء ما بداخلي كان يقول لي أن علي مشاركة ما وجدته، ربما لأني شعرت أني محظوظة لامتلاكي أدوات لا يمتلكها البعض، مثل القدرة على فهم اللغة الإنجليزية أو حتى اشتراكات في مواقع أبحاث، لذلك قررت مشاركة الأجوبة في مقال بالعربي (وهو أول مقال في المدونة) لعل شخصًا في بقعة ما على هذا الكوكب يؤرقه هو الآخر سؤال “لماذا يختار الناس دائماً الحياد في الاستبيانات؟!” لكنه لا يمتلك الأدوات لإيجاد الأجوبة بسهولة.

قس على ذلك باقي المقالات، هذه المدونة بالنسبة لي وَقْف معرفي، أنا لا أكتب لأحدث تغيرًا في العالم أو الآخرين، أنا لا أكتب لأكون خبيرة في مجال ما أو (to establish thought leadership) كما يقال، أنا أكتب تعبيرًا عن امتناني لما لدي من مصادر مثرية من بعض الأدوات والتجارب والناس الرائعين في حياتي، ومن ثم تسهيلاً على من لا يمتلك هذه المصادر لعل ما فيها يقرّبه من إيجاد أجوبته الخاصة به إن كان هو الآخر تخطر بباله نفس التساؤلات العشوائية التي تخطر ببالي، شخصيًا أقدر جدًا كل من يقوم بهذا الأمر، فهناك الكثير ممن ساعدتني كتاباتهم ومدوناتهم على أن أنمو معرفيًا ووجدانيًا.

لكن هل أقول لك سراً؟ أعتقد أني أكتب لأني أحب الكتابة…هكذا…فقط! وصدقًا لا أعلم إن كانت الأسباب التي ذكرتها في الأعلى “حقيقية”، فالحقيقة التي اعرفها بكل اليقين الذي أملك هي الحب..

أنت ما رأيك؟ إن كانت هناك أمورًا تود أن تشاركني إياها فسيسعدني أن تتواصل معي على هذا البريد الإلكتروني

انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!