عن علاقة الإنسان بالطعام عند الفلاسفة والمفكرين

Alanoud
العنود الزهراني

قبل عدة قرون كان الحديث في الشؤون المطبخية حكرًا على النخب الثقافية في المجتمع، لذلك لم يتردد فلاسفة اليونان القديم مثل سقراط وأفلاطون في مناقشة ما كان يعرف بـ”الأدب المطبخي”، والحال في الأدب العربي القديم لا يختلف، فتجد أن الأدب المطبخي يشغل حيزًا من كتابات فلاسفة ومفكرين مثل ابن ماسويه، ابن خلدون، أحمد السرخسي، تلميذ الفيلسوف الكندي، ومسكويه وغيرهم ممن اعتبروا الطبيخ علمًا له أصول وفروع [١].

وقد يتبادر إلى الذهن هنا سؤال: لماذا اهتمت النخب الثقافية – والتي تهتم عادة بالسياسة والفلسفة والأخلاق – بالحديث والتدوين في شؤون الطبيخ!؟

من ناحية ثقافية، يعتبر الطعام أحد المجالات التي تميز بها النخبة نفسها عن العامة، مكرسة بذلك التقسيم والطبقات الاجتماعية، لذلك كان يؤمن أفلاطون – على سبيل المثال – أن الفيلسوف المثالي عليه ألا ينأى بنفسه عن الأطعمة المنتشرة والمتعارف عليها ثقافيًا في محيطه، بالرغم من أن الفليسوف يجب أن يعتبر أن الطبخ المتكرر معرفة جوفاء [٢]. ومن المثير للاهتمام جدًا أن ينظر لممارسة الطبخ على أنها وسيلة لتفسير أو فهم نظرية المعرفة عند الإنسان أو ما يعرف بالـ Epistomology [٣]، لذلك شغل الأدب المطبخي والطعام حيزًا من نقاشات الفلاسفة التي تتعلق بالتفريق بين العلم والفن، والمعرفة المكتسبة والمعرفة الأصيلة/الفطرية.

أما إذا نظرنا إلى الطعام من وجهة نظر أنثروبولوجية، فيعتبر علماء هذا المجال أن «كل طعام مطبوخ ينتمي إلى ثقافة، ولذلك كما تفرد الإنسان باللغة الإبداعية على سائر الحيوانات، فإنه انفرد أيضًا بقدرته على الطبخ» [٤]. بل وإن بعض المفكرين ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو إرجاع ماهية الإنسان إلى قدرته على الطبخ، فيقول جيمس بوزويل، كاتب السير الأسكتلندي في الـقرن الـ ١٨:

“للحيوانات ذاكرة، ومَلكة حكم، وجميع الملكات والانفعالات التي تحوزها عقولنا بدرجة معينة، ولكن لا يوجد حيوان واحد طباخ”

فمن وجهة نظره، ليست النفس أو العقل هي ما يمز الإنسان عن الحيوان بل قدرة الإنسان البسيطة على استعمال النار لتحويل الطعام إلى شيء أكثر لذاذة وتغذية [٥].

وتؤكد الباحثة والخبيرة الأكاديمية في الطبخ، كاثي كوفمان على أهمية البدء من المطبخ لفهم تركيبة الإنسان وتاريخه بقولها «حتى نفهم أنفسنا، ينبغي بالطبع أن نبدأ من الطعام الذي يشكل قوام وجودنا» [٦].

وعند دراسة تاريخ الأمم وثقافات الشعوب، لا يتردد المؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع في إدراج المطبخ باعتباره تعبيرًا عمليًا وفنيًا عن الثقافة التي أنتجته، إضافة إلى كونه عملًا «يجسد قيم كل مجتمع واستحياءاته في نظرته إلى العالم وإلى تاريخه» [٧].

لكن لا أعتقد أننا ننظر اليوم إلى المطبخ وعلاقتنا بالطعام بهذا العمق الفكري، لا أعلم في أي نقطة في التاريخ تحول الأدب المطبخي من نقاش ثقافي فلسفي إلى مجرد وصفات وكلام “حريم” كما يُوصف عادة، وكيف تحول الطبيخ، هذا الفعل المكون لأحد الأوجه التي تحدد ماهية الإنسان، إلى فعل دوني يُقلل من شأنه.

جندي إنكشاري، المصدر marefa.org

الثقافة المطبخية والجيش الإنكشاري

يُرجع الكاتب والمترجم العراقي سعيد الغانمي سبب تشكل النظرة الإزدرائية اتجاه الطبيخ في العالم العربي إلى قضاء المماليك والعثمانين على الجيش الإنكشاري (الفرقة الأقوى في الجيش العثماني)، حيث كان الجيش قائمًا على نظام يعتبر فيه الطبخ موقع المركز [٨]. ويصفهم علي الوردي في كتابه “لمحات اجتماعية من تاريخ العراق” فيقول: «إنهم يعطون أهمية كبيرة للطبخ وتقديم الطعام، فهم يقدسون قدور الطبخ ولا يفارقونها حتى في أوقات الحرب..إذ هم يعتبرون ضياعها أثناء الحرب أكبر إهانة تلحق بهم..ومن مظاهر اهتمامهم بالطبخ أن قائدهم الأعلى يسمونه “جورجي باشي” – أي طباخ الحساء» [٩].

ويشير الغانمي إلى أن القضاء على الإنكشارين أدى إلى القضاء على ثقافتهم المطبخية، فلم يعد الاقتران بين الرئاسة/القيادة والطبخ موجودًا، وأصبح الطباخ الأكبر هو رئيس الخدم لا قائد الجيش كما كان في السابق، وبالتالي زالت النخبوية عن وظيفة الطبخ. ويضيف الغانمي أن هذه النظرة الانتقاصية من الطبخ تعززت مع الاحتلال الإنجليزي للبلدان العربية، إذ أتى الإنجليز بطباخيهم من خدم الجيش الهندي المرافق لهم، وظلت هذه النظرة الدونية تلازم الطبخ حتى العصر الحديث. ومع الوقت تخلى الأدباء والمثقفون العرب عن الأدب المطبخي، ويوضح الغانمي أن ما تضخه المطابع العربية من كتب طبخ ما هو إلا نتاج خبراء الطعام (أو من يعرفون بالشيف) لكن كل هذه الإصدارات ما هي إلا امتداد عملي للمطبخ الشعبي أو الاحترافي، لكنه ليس أدب مطبخي – أي مكون ثقافي يتناوله النقاد من ناحية الثقافة الأدبية واللغوية العربية الحديثة [١٠].

chaniagastronomy.com

نظرتنا للطبخ والطعام

لا أعلم ما مدى صحة تفسير الغانمي، لكني أعلم أنني واحدة ممن كانوا ينظرون للمطبخ والطبخ بنظرة دونية، وحقيقة لا أعرف متى وكيف غُرس هذا الازدراء في ذهني بالرغم من حبي الأزلي لتذوق الطعام وقضاء ساعات مطولة في مشاهدة جميع برامج الشيف جوردن رامزي! أنا متأكدة بأنني لست الوحيدة ممن ينظرون إلى الطبخ بهذه الطريقة. لكن أظن أن هذه النظرة بدأت في التغير مؤخرًا، خصوصًا بعد انتشار مفهوم المطاعم العالمية الفاخرة (Fine Dining)، حيث بدأت النظرة للطبخ تتحول من أنه مجرد مهمة إعداد طعام يقوم بها النساء والخدم في الغالب إلى أنه مسألة فن وشغف..

أما بالنسبة لعلاقتنا بالطعام بشكل عام، فأجد أنها غير مختلفة في بعدها عن الطرح الفكري والفلسفي. الكثير من الأحاديث الاجتماعية في العصر الحديث والتي تجسد علاقتنا بالطعام تنطلق من مفاهيم تنظر إلى الطعام كوسيلة لاكتساب الرشاقة والظهور بمظهر جميل، أو تنظر للطعام على أنه مجرد وقود أو وسيلة لنصبح أكثر انتاجية، أو أكثر صحة، أو مفاهيم تنظر على أنه مجلبة للذات الحسية اللحظية، وكل هذه المنطلقات مفهومة وطبيعية ومشروعة، لكنها تكاد تقول أن تعاملنا مع الطعام ما هو إلا تعامل براجماتي بحت؛ نريد أن نحصل على غاية معينة منه، وهذا ما يحدد علاقتنا به.

في تجربتي الشخصية خلال السنتين الماضيتين، أعدت صياغة علاقتي مع الطعام والطبخ بشكل جذري، كما أعدت النظر في طبق الطعام باعتباره أكثر من مجرد طعام يُشتهى أو حتى أكثر من مجرد فن جدير بالتقدير. هناك أمور كثيرة قادتني إلى إعادة الصياغة هذه، ويصعب الحديث عنها في تدوينة واحدة، لكن إحدى تلك الأمور هي بعض الكتب التي قرأتها، تحديدًا: مقدمة ابن خلدون، التغلب على الشيطان (Outwitting the Devil)، ومرداد. الرابط بين هذه الكتب أنها جميعها فكرية، وبالتالي لم أتوقع أبدًا أنها ستتناول محورًا عميقًا عن علاقة الإنسان بالطعام.

تمثال لابن خلدون في تونس، المصدر fr.wikipedia.org

عن علاقة الطعام بالأخلاق

قبل أن أبدأ في قراءة مقدمة ابن خلدون (١٣٣٢ – ١٤٠٦م )، توقعت أن المادة ستتناول نظرياته الشهيرة عن مراحل تشكل وسقوط الأمم، الشؤون السياسية، وغيرها من النظريات التي شكلت نواة علم الاجتماع الحديث، لكني لم أتوقع أبدًا أنني سأجده يفرد فصلاً يتحدث فيه عن الطعام وعلاقته بأخلاق البشر.

بدايةً قسم ابن خلدون الناس حسب طبيعة المنطقة ومواردها الغذائية إلى قسمين:

1) أهل الخصب وهم المقيمون بالتلال أو السهول حيث اعتدال الطينة ووفور العمران، وهذه المناطق تتمتع بخصب العيش من الحبوب والأدم (أي الإدام) والحنطة (يشبه القمح) والفواكه، ويدخل في هذا القسم أهل المدن والأمصار، ونحن نندرج تحت هذا القسم أيضًا لأننا نعيش في مناطق عمرانية خصبة العيش، ومليئة بأنواع الأغذية المختلفة.

2) أهل الِقفار وهم من يعيشون في الصحاري، وهؤلاء تفتقد أراضيهم إلى الحبوب والأدم جملة بسبب حرارته الجو.

يعلق ابن خلدون قائلاً أن «أهل القفار أحسن حالاً في جسومهم وأخلاقهم من أهل التلول: ألوانهم أصفى٬ أبدانهم أنقى٬ وأشكالهم أتم وأحسن وأخلاقهم أبعد من الانحراف وأذهانهم أثقب في المعارف والإدراكات. هذا أمر تشهد له التجربة في كل جيل منهم»[١١]. ويعزي ابن خلدون ذلك إلى طبيعة أغذية أهل الخصب، فيقول «كثرة الأغذية وكثرة الأخلاط الفاسدة والعفنة التي تولد في الجسم فضلات رديئة ويتبع ذلك انكساف الألوان وقبح الأشكال من كثرة اللحم، وتغطي الرطوبات على الأذهان والأفكار بما يصعد إلى الدماغ من أبخرتها الرديئة فتجيء البلادة والغفلة والانحراف عن الاعتدال بالجملة» وهذا على عكس «المتقشفين في عيشهم المقتصرين على الشعير أو الذرة، فتجد هؤلاء أحسن حالاً في عقولهم وجسومهم»[١٢].

ويذهب ابن خلدون إلى أبعد من ذلك ليشير إلى أثر نوعية هذه الأغذية على حال الدين والعبادة، فيقول «نجد المتقشفين من أهل البادية أو الحاضرة ممن يأخذ نفسه بالجوع والتجافي عن الملاذ أحسن دينًا وإقبالاً من أهل الترف والخصب» بل ويربط ما بين قساوة وغفلة أهل المدن والأمصار بالإكثار من «اللُحمان والأدم ولباب البُر» [١٣].

وهذه النقطة الأخيرة بالذات لا يتفرد بها ابن خلدون وحده فهي شائعة عند أهل السلوك وأدبيات الزهّاد.

مصدر الصورة colorado.edu

الطعام كسلوك انضباطي

كصاحب سلسلة مشاريع تجارية واستثمارات بائت بالفشل، عكف الكاتب الأمريكي نابوليون هيل (١٨٨٣ – ١٩٧٠م ) في جزء كبير من حياته على محاولة فهم ما يجعل الناجح ناجحًا والفاشل فاشلاً، فخرج في عام ١٩٣٧ بكتابه “التغلب على الشيطان” (Outwitting the Devil) والذي ناقش فيه طبيعة النجاح والفشل عند الإنسان، وقد سرد المسببات من خلال مقابلة متصورة مع الشيطان باعتباره العدو اللدود للإنسان، والشماعة التي نلقي علينا اخفاقاتنا (إلا أن هيل يعرّف الشيطان على أنه الصوت السلبي في أذهاننا).

مثل الكتب الأخرى التي تتناول موضوع النجاح، يتطرق هيل إلى موضوعات تحديد الوجهة/الغايات، الانضباط، ويذهب إلى بعد أعمق في الجانب النفسي كالخوف، والغرور، الأنانية..إلخ، لكنه في وسط ذلك، يفرد جزئية عن عادات تناول الطعام، بل عن قولون وأمعاء الإنسان تحديدًا! فيشرح هيل على لسان الشيطان أن الافراط في الطعام والخلط السيء بين الأطعمة يؤدي إلى إجهاد الأعضاء وهو ما يؤدي بدوره إلى تحويل الأطعمة إلى تفاعلات كيميائية ضارة (نفس نقطة ابن خلدون) تبطأ حركة الدماغ وتعطل عمل “التصريف الصحي” – الأمعاء – في جسم الإنسان، ويقول: «إذا استطاع الإنسان أن ينظر نظرة واحدة ـ أو يشم شمة واحدة من تصريفه الصحي فسيشعر بالعار لدرجة أنه لن يستطيع أن ينظر إلى نفسه في المرآة» [١٤]. ثم يضيف: «تخيل – إن اسعفتك مخيلتك – كيف لأي كائن بشري أن يسعى بحسم في هذه الحياة وتصريفه الصحي مليء بسموم كفيلة بتسميم ١٠٠ شخص إن ضخت في مجرى دمائهم بشكل مباشر» [١٥].

ميخائيل نعيمة، goodreads.com

الطعام: علاقة وجودية وعلاقة بالأرض

في كتاب «مرداد» والذي يعتبره متتبعي أعمال نعيمة أنه تحفته الأدبية التي لخصت مشروعه الفلسفي كما يقولون، تناول المفكر والكاتب والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة (١٨٨٩ – ١٩٨٨م ) موضوعات ذات صلة بالألوهيات، الأخلاق، الذات البشرية، الموت والخلود، إلخ. وبين كل هذا وذاك تجده يخصص فصلاً كاملاً عن علاقة الإنسان بالطعام، اقتبس منه الآتي والذي يقوله نعيمة على لسان مرداد:

«تمثلوا رجلين يشاركان عجلًا في لبن أمه، واحدهما يتفحص العجل بعين لا تبصر فيه إلا لحمًا طريًا يصلح للوليمة التي يزمع أن يولمها قريبًا لأصحابه في عيد مولده. والثاني كلما نظر للعجل وجد فيه أخا له في الرضاعة. فامتلأ قلبه حنوًا على العجل وأمه. أقول لكم إن الثاني يتغذى حقًا بلحم العجل أما الأول فلا ينال منه إلا التسمم» [١٦].

ويضيف:

«ما أكثر الأشياء التي تزج في البطن وكان من الأجدر أن تزج في القلب…وما أكثر ما يسحقه الناس بأضراسهم وكان الأحرى أن يمضغوه بأفكارهم»[١٧].

ويتبع:

«ونظير ما تدعوكم الأرض إلى مائدتها غير ممسكة عنكم شيئًا مما عندها، كذلك عليكم أن تدعوا الأرض إلى مائدتكم قائلين لها بأقصى ما فيكم من المحبة والإخلاص: أيتها الأم التي لا ينطق بها! ها أنا أبسط قلبي أمامك لتأخذي منه حاجتك مثلما تبسطين أمامي قلبك لآخذ منه حاجتي»[١٨].

أخيرًا، عن طبق الطعام الذي أمامك

في الحقيقة، لا يهم إن كنا نتفق أو نختلف مع هذه الآراء المذكورة أعلاه فليس هذا هدف التدوينة، إنما هدفها هو أن نسمح لمساحة جديدة نرى من خلالها طبق الطعام الذي أمامنا بعين مختلفة، فهو بالتأكيد أكثر من مجرد لذة حسية لحظية، وأكثر من مجرد نظام غذائي معين نحصل من خلاله على جسم رشيق أو حالة صحية معينة، طبق الطعام عبارة عن حب، مقاومة، سياسة، أدب، ذاكرة جمعية، تاريخ، هوية، منظومة قيمية، فهم وجودي، وربما أكثر. أعني، هل هي مجرد مصادفة أن تقترن قصة خلق الإنسان الأول وخطيئته الأولى بلقمة طعام؟

–انتهى–

المصادر:

*مصدر صورة التدوينة history.com

[١]، [٨]، [١٠] سعيد الغانمي، مقدمة الطبخ في الحضارات القديمة. سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ. ٢٠١١

[٢] Plato’s Political Cuisine. Commensality, Food and Politics in the Platonic Thought, Fernando Notario. 2015

[٣] 2015 .Food Practice as Epistemology, William C. Whit & Judy D. Whipps

[٤]، [٥]، [٦]، [٧] كاثي كوفمان، الطبخ في الحضارات القديمة. سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ. ٢٠٠٦

[٩] علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، الجزء الأول. ١٩٨٩

[١١]، [١٢]، [١٣] مقدمة ابن خلدون. طبعة دار الفجر

[١٤]، [١٥] Outwitting the Devil By Napoleon Hill. Original script was written in 1937, but only published by Sharon Lechter in 2011

[١٦]، [١٧]، [١٨] كتاب «مرداد» لميخائيل نعيمة. ١٩٤٦

انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!

انضم إلى قائمة القرّاء الرهيبين حتى تصلك مقالات مثيرة من هذه الغرفة الصغيرة!

أهم المــــــقالات

5 طرق مملة لتصبح أكثر ابداعًا

متابعة قراءة

ماذا يعني أن تحب على مذهب الفقيه الأندلسي ابن حزم ؟

متابعة قراءة

أنا موجود، إذن أنا أستحق: تأملات مشكِكة في مفهوم الاستحقاق

متابعة قراءة
Subscribe
Notify of
guest

6 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Maha AlYousef

جزء كبير من المقال يتشابه مع بعض المذكور من “الطباخ” لبلقيس شرارة.

شكرًا على مجهودك

Watheq Alshoawiteer

مقال جميل جدا، مع ذكر المصادر والانتقال السلس بين المواضيع والتلهف حتى الانتهاء من المقال.

ضيف

مقالك هذا الذي تناولتي من هذا الموضوع الشيق والجدير بالطرح، يأخذني إلى ذاك الكتاب الجميل الذي حدثني عن هذا الموضوع بكل تفاصيل تاريخيه جميلة وهو للمتألقة بلقيس شرارة ” في كتابها الطباخ، أدعوكِ لقراءته وأدعوا نفسي أيضًا لمعاودة هذه التجربة الجميلة.

شكرًا /

Bader Alharbi

مقالك هذا الذي تناولتي من هذا الموضوع الشيق والجدير بالطرح، يأخذني إلى ذاك الكتاب الجميل الذي حدثني عن هذا الموضوع بكل تفاصيل تاريخيه جميلة وهو للمتألقة بلقيس شرارة ” في كتابها الطباخ، أدعوكِ لقراءته وأدعوا نفسي أيضًا لمعاودة هذه التجربة الجميلة.

شكرًا /

المقالة جميلة, سرد ومعلومات. ذكرتني بإستماعي لكتاب الشيطان Outwitting the Devil كمحاولة ضد المماطلة. أما بالنسبة للطعام دائماً كنت ولازلت اربط الطعام مع طريقة التفكير والطاقة الإبداعية. بحثت في هذا الشأن لفترات متقطعة من نظريات العلماء بعضها تقول بأن لدينا بكتيريا في المعدة تفرز إنزيمات إلى الدماغ تؤثر في سلوكنا ونفسيتنا وعلينا تغذيتها بما يناسبها, وكأننا عبيد لها! والبعض الأخر مثل البروفسورة Temple Grandin ممن يكنون الحب الى الحيوانات أثناء ذبحها. إلى الأنظمة الغذائية المختلفة عند بعض الناجحين مثل النظام النباتي (بعيداً عن الجسم الهزيل). وكذلك عندما أقرأ أو أتطلع الى احد الاشخاص الناجحين في العالم التقني مثل بيل جيتس, ايلون ماسك, ستيف جوبز, الخ… أركز في نظامهم الغذائي لا اجد سوى الكولا دايت!, الفاستنج (الصوم), الاقتصار على أصناف محددة (ليس البذخ في مائدة تحوي جميع الأصناف), والأكل لمرة واحدة أو مرتان فقط في اليوم!
في النهاية جربت تغيير نظام الغذاء المتعارف عليه لدى الأغلبية (نظام الكربوهيدرات) إلى نظام غذائي من نوع آخر وهو نظام حمية الكيتو (ماء, قهوة, زيت زيتون, زيت جوز الهند, سمك, دجاج, لحم, زبدة, ثلاثة انواع من الخضار وثلاثة انواع من الفواكه تقريباً. لجعل الكبد تنتج الكيتونز وليتوقف البنكرياس عن انتاج الانسولين والجلوكوز). بالمختصر استبدلت الجلوكوز بالكيتونز لتغذية الجسم والعقل. كان الأثر لنظام الكيتو جميل جداً لمدة ٦ شهور متواصلة و ٣ شهور أخرى متواصلة. خسارة الوزن الزائد, البشرة والشكل يوحيان بصغر السن والنضارة. هدوء وصفاء في التفكير, طاقة متساوية نشطة لا تنقص من النهوض إلى حين النوم. لكني لم استطع مقاومة مجتمعي المغلق وبخاصة نظامه الغذائي ومغرياته فرجعت إلى نظام الجلوكوز (رز, قلي, كبسات, فواكه طبيعية, اخباز, سكريات, روب ولبن قليل الدسم للاحتيال على الضمير وتسكيته) ورجعت إلى فترات امواج النشاط والخمول من جديد مع الجلوكوز. ولكن كحق أن الجلوكوز يستطيع رفع سقف الطاقة أعلى من الكيتونز بكثير وللأسف فقط لفترة قليلة ومحدودة من الزمن.